نجم ساطع في سماء المنطقة الثقافية. تتوجه الأنظار إلى الشارقة فيما تستعد الإمارة لاستضافة الدورة الـ 14 من بينالي الشارقة
يتصدر اسما أبوظبي ودبي العناوين الفنية هذه الأيام. أما الشارقة فاتخذت مكانتها الفنية الرفيعة منذ زمن طويل فيما كانت المناطق الفنية والثقافية المجاورة تتأسس وتتخذ لنفسها موطئ قدم. وقد سجل العام 2018 الذكرى العشرين لإعلان اليونسكو إمارة الشارقة عاصمةً للثقافة العربية، والذكرى الخامسة والعشرين لإطلاق بينالي الشارقة، معرض الفنون الدولي. والذي تأسس بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. تقوم عليه اليوم كريمته الشيخة حور بنت سلطان القاسمي.

تحتضن الشارقة منطقة للفنون والثقافة تضم ما هو أبعد من معرض فني. يمكنك قضاء ساعات في التجول بين مسارات وأزقة منطقة الفنون، ودخول المباني التي صُممت على الطراز المعماري التقليدي. تشكل كل زاوية معرضاً فنياً بحد ذاته، أو لوحة أو مجسماً فنياً يستحق التأمل. وتتجلى في المباني ذات اللون الرملي بأبراجها الهوائية -البراجيل ذ خلفية مناسبة لهذه الأعمال. تتمازج الورش الفنية والمعارض العصرية مع محيطها التقليدي في لوحة رائعة الجمال. تبدو الشارقة في الزيارة الأولى مدينة عربية تقليدية. لكنها في الواقع منصة للفنون العصرية والكلاسيكية ونقطة انطلاق للفنانين الناشئين الواعدين. يُعد متحف الشارقة للفنون معلماً هاماً في منطقة الفنون. أقيم المتحف في البداية في بيت السركال التاريخي العائد إلى القرن التاسع عشر. ثم انتقل إلى موقعه الحالي في منطقة الفنون قرب كورنيش الشارقة. كان المتحف حين افتتاحه سنة 1997 أول متحف متخصص بالفن في منطقة الخليج العربي.
يستكشف زوار المعرض حكايات يرويها 500 عملاً فنياً. بالإضافة إلى مكتبة تضم أكثر من 4,000 عنوان. تضم التشكيلة الدائمة لوحات ومنحوتات من أشهر فناني الشرق الأوسط، ومنهم بشير سيناوي وفائق حسن ومحمد يوسف وإسماعيل فتاح الترك.

تقع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في قلب الشارقة. وتعد منظمة غير ربحية تأسست في ثمانينات القرن الماضي. وهي مثال على تاريخ الشارقة الطويل في دعم وتشجيع الفنون. ترتبط الجمعية بروابط وثيقة مع متحف الشارقة للفنون. وقد تأسست لدعم وإبراز المواهب المحلية والدولية في المنطقة. وقد تبوأت الشارقة مكانتها الثقافية والفنية من خلال احتضان مؤسسات شبيهة وفعاليات مرموقة مثل بينالي الشارقة.
كل سنتين يجتمع في الشارقة أبرز الفنانين والقيمين على الفنون من جميع أنحاء العالم تحت مظلة بينالي الشارقة. يُقام بينالي الشارقة هذا العام في الفترة من 7 مارس وحتى 10 يونيو. ويستضيف في دورته الـ 14 أكثر من 90 فناناً مرموقاً من جميع أنحاء العالم. كما يستعرض 60 عملاً فنياً جديداً بعضها يرى النور ويشاهده الجمهور الفني للمرة الأولى. تُعرض الأعمال الفنية المشاركة في ثلاثة معارض متزامنة. يحمل المعرض في نسخته الحالية ثيمة اخارج السياقب. حيث صنعت التقنية وسرعة انتشار وتلقي الأخبار واحتكارها ظروفاً وواقعاً معلوماتياً خارج السياق، لا مفر منه ظاهرياً. تناقش الأعمال المشاركة هذا الواقع وسبل الهروب منه. تتضمن الفعالية عرض أفلام وعروضاً موسيقية حية وبرامج تعليمية للزوار من جميع الفئات العمرية.

معارض هامة
رحلة تتخطى المسار – تنسيق زوي بوت
يعطي المعرض سياقاً أعمق للحراك البشري والأدوات التي دعمت أو أعاقت بقاءه. يستكشف الفنانون في هذا المعرض تأثير الأجيال على مجموعة من الأدوات الجسدية والنفسية، التي تغيّرت معانيها وتمثيلاتها.
صياغات لزمن جديد – تنسيق عمر خليف
في عالم سريع التغيير، تطغى عليه الصور الاجتماعية والتقنية اللحظية، يطرح هذا المعرض سؤالاً: كيف يمكننا تهدئة السرعة للاستمتاع باللحظة؟ وكيف يمكننا أن نصوغ زماناً جديداً؟
ابحث عني فيما تراه – تنسيق كلير تانكونس
يسعى المعرض إلى التخلص من العالم الوحيد
للشبكية المتجسد ضمن الهياكل المهيمنة على النظر والتعلم والشعور. ويكافح عبر آليات استرداد التصور، ليعكس ويغير ظروف الاستلاب والشتات بين حالات من السرية والتواري.
ثلاثة أماكن للزيارة
»بيت السركال
من أهم المباني في منطقة الفنون بالشارقة، وخضع البيت التاريخي الذي شُيّد في القرن التاسع عشر لأعمال ترميم بعناية، ويُعد عنصراً جوهرياً في بينالي الشارقة، وكثيراً ما يستخدم لاستضافة المعارض وورش العمل والفعاليات.
»متحف الشارقة للخط
افتُتح هذا المتحف في عام 2002 ليعرض فن الخط العربي، ويحتوى على معارض وسائط متعددة من فنانين محليين وعالميين.
»بيت عبيد بن حمد الشامسي
بيت تقليدي من القرن التاسع عشر، تعود ملكيته إلى المرحوم عبيد بن حمد الشامسي. تم تجديد المنزل ليوفر مساحة عمل واستوديوهات للفنانين,